فقرة من (حرانفرادي) لـ " محمد عزام"

نظرالى من حوله وكيف القى علي هذه الطاولة الباردة الملساء ، و برودتها وجسده المغطى بقطعة القماش ، لا تستر الى قليل من عفته ، لم يتعرف على تلك الوجوه التى تحيط به ، فقط ولداه ليس بينهم ولده الاكبر، يرى ويسمع مطيع لمن حوله من ايدى من يصبون عليه الماء صبا ،

لا يقدران يعترض على برودة الماء والدماء تزحف حوله وعلى الارض ، كان يتمنى ان يسمع الجميع صوته ، السيارة المسرعة اصطدمت قذفته الى امتار بعيدة ، السائق صورته معلمة فى ذاكرته المفقودة والراحلة ، فاقد الحراك فاقد كل شئ حتى من رفع اصبعه الى احد ابناؤه ، يتمنى ان يعرف اين ولده الاكبر ، كان فى الطريق الى مغسلة الموتى ومعرفة اين يختفى ابنه العاق ، لايعرف من تأتى هذه الانوار وتلف من حوله واعلاه ، انوار لم يرها ابدا فى حياته ، الى اين يجهز بهذه الطقوس الحانيه عليه ، الرداء الابيض يلف به وتسبل عيناه وتغمى ، التفت الى الانوار مازلت معه حتى بعد ان غمى بالقماش الابيض ، كلمات تردد من حوله " الامانة" جاهزة للرحيل والدفن ، عرف الآن مصيره ورحيله من هذه الدنيا يرى يسمع وينصت ويهتم بحديث اولاده عن ما بذلوا من مشقة فى معرفة مقرابنه الاكبر ولكن لا فائدة هو غائب دائما فى حياته وفى هذه اللحظات الذى يتمنى ان يرى للمرة الاخيرة ابناؤه مجتمعين حوله ، لا يرى بناته ولو فى اللحظات الاخيرة ، صوت النحيب يصل اليه من الخارج ، صوت ابنته الصغرى وصراخها يعذبه ، يريد ان يوهب الحياة مرة اخرى لوداعهم وتوصيته لهن بعدم الصراخ والنحيب لا فائدة انتهى ويدون اسمه فى عداد الراحلين امثال امرأته الراحلة ، هو يلحق بها يجاورها بل ويشاركها فى تراب الموتى ، فقد كل شئ ، شئ واحد مازال معه صوت المودعين وازيز سيارة الاسعاف ونفيرها المزعج الشأم

ـ محمد عزام ـ مصر

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل:

لتحميل الملحق الشهري العدد 9 جوان 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/W06A

المسنجر و البريد الإلكتروني و واتس آب استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/07/30/pdf------9----2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/07/30/pdf------9----2019/">Fichier PDF PDF ملحق الفيصل الشهري عدد 9 ـ جويلية 2019 .pdf</a>

Pour télécharger le supplément mensuel de "elfaycal.com" numéro 9 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/